
قبل غروب الشمس بقليل
سرنا متجهين من رأس التين الى ميدان المساجد
-عارف يا مصرى؟
كان نفسى اكون عايش فى الستينات
الناس كلها كانت نفسها حلوة
عارف الحتة دى كانت كلها يونانيين
بص القهوة دى..عفى عليها الزمن
شايف الراجل العجوز اللى قاعد برة دة؟
أراهنك انه مهموم كدة عشان الزمن بقى غير الزمن
ما هما البُقّين دول اللى بنسمعهم من أى حد كبير
تفتكر يا مصرى لما نكبر هنقول زيه كدة؟
"كان ماشياً شاخصاً ببصره للأمام ..حاملاً حقيبته الفارغة التى تلازمه دائماً على كتفيه..
رابطاً الشال الفلسطينى حول رقبته..
لا يلتفت إلى..
و لا يبادلنى الحديث..
" مر بجوارنا الترام الأصفر قاطعاً الحديث ذو الطرف الواحد
التزمت الصمت لبرهة
دخلنا الى ميدان المساجد عندها كان الظلام قد حل"
***********
على البوابة من الداخل
جلس ثلاثة عساكر و صول
كونت ظهورهم مع ظهر الكرسى و مقعده مثلث قائم الزاوية
يباهون بكروشهم المارة..ممسكاً أحدهم بجهاز لاسلكى تنطلق منه أصوات مشوشة
و صوت أحد هم مشاركاً اياهم عدة دعابات
تقدمنا قليلاً باتجاه مسجد أبى العباس المرسى
حيث جلس على مقربة منه بعض الناس
لتناول الترمس و اضافة بعض الزركشات للأرض المطعمة بكافة انواع المسليات
اخترقنا صفوف الأطفال اللاهين و انا مستمر فى حديثى
يا مصرى أهم حاجة عشان البلد دى تتعدل ان الناس تفوق
و تفك دماغها من الكورة بقى
و ماتشات الجزاير و الافلام دى
مش معقولة عملنا التحف دى كلها و يبقى حالنا بالشكل دة
شايف المسجد دة مثلاً
روعة يا مصرى
شوف كنا بنعمل ايه زمان؟
شايف النقوش اللى على القبة .. شايف المئذنة ارتفاعها قد ايه؟
انا كل لما اجى هنا بتبسط من البلد
و مش بفقد الأمل اننا ممكن فى يوم من الايام نرجع
...كنا عباقرة يا مصرى
لم يرد و لم يستدر حتى لكنه جذبنى من يدى
متجهاً الى لوحة أمام المسجد كتب عليها:
" مسجد العارف بالله أبى العباس المرسى
تصميم الايطالى ماريو روسى....
........"
لم أقرأ الباقى ..
-احنا ندخل نلحق المغرب احسن يا مصرى
كففت عن الثرثرة و تشاركنا نحن الاثنان الصمت لبقية اليوم
سرنا متجهين من رأس التين الى ميدان المساجد
-عارف يا مصرى؟
كان نفسى اكون عايش فى الستينات
الناس كلها كانت نفسها حلوة
عارف الحتة دى كانت كلها يونانيين
بص القهوة دى..عفى عليها الزمن
شايف الراجل العجوز اللى قاعد برة دة؟
أراهنك انه مهموم كدة عشان الزمن بقى غير الزمن
ما هما البُقّين دول اللى بنسمعهم من أى حد كبير
تفتكر يا مصرى لما نكبر هنقول زيه كدة؟
"كان ماشياً شاخصاً ببصره للأمام ..حاملاً حقيبته الفارغة التى تلازمه دائماً على كتفيه..
رابطاً الشال الفلسطينى حول رقبته..
لا يلتفت إلى..
و لا يبادلنى الحديث..
" مر بجوارنا الترام الأصفر قاطعاً الحديث ذو الطرف الواحد
التزمت الصمت لبرهة
دخلنا الى ميدان المساجد عندها كان الظلام قد حل"
***********
على البوابة من الداخل
جلس ثلاثة عساكر و صول
كونت ظهورهم مع ظهر الكرسى و مقعده مثلث قائم الزاوية
يباهون بكروشهم المارة..ممسكاً أحدهم بجهاز لاسلكى تنطلق منه أصوات مشوشة
و صوت أحد هم مشاركاً اياهم عدة دعابات
تقدمنا قليلاً باتجاه مسجد أبى العباس المرسى
حيث جلس على مقربة منه بعض الناس
لتناول الترمس و اضافة بعض الزركشات للأرض المطعمة بكافة انواع المسليات
اخترقنا صفوف الأطفال اللاهين و انا مستمر فى حديثى
يا مصرى أهم حاجة عشان البلد دى تتعدل ان الناس تفوق
و تفك دماغها من الكورة بقى
و ماتشات الجزاير و الافلام دى
مش معقولة عملنا التحف دى كلها و يبقى حالنا بالشكل دة
شايف المسجد دة مثلاً
روعة يا مصرى
شوف كنا بنعمل ايه زمان؟
شايف النقوش اللى على القبة .. شايف المئذنة ارتفاعها قد ايه؟
انا كل لما اجى هنا بتبسط من البلد
و مش بفقد الأمل اننا ممكن فى يوم من الايام نرجع
...كنا عباقرة يا مصرى
لم يرد و لم يستدر حتى لكنه جذبنى من يدى
متجهاً الى لوحة أمام المسجد كتب عليها:
" مسجد العارف بالله أبى العباس المرسى
تصميم الايطالى ماريو روسى....
........"
لم أقرأ الباقى ..
-احنا ندخل نلحق المغرب احسن يا مصرى
كففت عن الثرثرة و تشاركنا نحن الاثنان الصمت لبقية اليوم