بعد أن حياها بانحناءة بسيطة
توجه بخطىً ثابتة نحو البيانو المستقر وسط المطعم
جلس على الكرسى و حرص على جعل ظهره مستقيماً دون انحناء
نظر اليها مرة أخيرة قبل أن يبدأ بالعزف
كانت هى تسند وجهها على يديها, تنظر اليه مبتسمةً فى رقة و ترقب
كانت تحب تلك اللحظات عندما يحلّق بها فوق السحاب بعيداً عن الناس
حيث يجلسان سوياً مع "شوبرت" و "فرانك ليزت" فى جزيرة وسط المحيط
يذوبان فى متتالياتهما أثناء تناول عصير جوز الهند..
كانت تحب عندما يمسك "فيفالدى" بالكمان ليسير الى جوارهما بينما يتمشيان على الشاطىء
فى ليالى الصيف الرطبة..
حينما يظهر "شوبان" على البيانو الذى تجره حيوانات الرنة ذات الأجراس
كى يلقى عليهما تحية المساء بينما يستلقيان على العشب يعدان النجوم
ها هو الان ينخرط فى الدق على أوتار البيانو ليروى فصلاً جديداً
من قصة حبهما..
تخرج النغمات من قلبه الى يديه مباشرة..
تحرك قدماه على البدال..
ينتقل من سلم الى اخر فى سلاسة تامة..
تتفاعل معه أوتار البيانو..تفهم ما يريد أن يقوله و تتفق معه فى ذلك
يغمض عينيه تترنح رأسه طرباً..يراهما و مازالا طفلين صغيرين
يلهوان فى بستان ملىء بالزنابق البيضاء التى تتمايل معهما على تغريد العصافير الملونة..
كم يتمنى لو تطل معزوفته هذه للأبد..
كم يتمنى لو يصبح الواقع مثل الخيال أو جزءاً منه حتى..
كم تمنى أن يعيشا معاً داخل البيانو!
انتهى الان من العزف وسط تصفيق من الحضور
الذى انقطع فجأةً على صوت عالٍ قادم من الخارج
-أخفض صوت ذلك الشىء و كف عن الطرق على لوحة المفاتيح هكذا..سوف تتلفها
قالها أخوه ثم اغلق باب الغرفة و انصرف
عاد لها مرة أخرى فالآن موعد رقصة الفالس على أنغام الدانوب الأزرق لصديقهما "شتراوس"!
تمت
توجه بخطىً ثابتة نحو البيانو المستقر وسط المطعم
جلس على الكرسى و حرص على جعل ظهره مستقيماً دون انحناء
نظر اليها مرة أخيرة قبل أن يبدأ بالعزف
كانت هى تسند وجهها على يديها, تنظر اليه مبتسمةً فى رقة و ترقب
كانت تحب تلك اللحظات عندما يحلّق بها فوق السحاب بعيداً عن الناس
حيث يجلسان سوياً مع "شوبرت" و "فرانك ليزت" فى جزيرة وسط المحيط
يذوبان فى متتالياتهما أثناء تناول عصير جوز الهند..
كانت تحب عندما يمسك "فيفالدى" بالكمان ليسير الى جوارهما بينما يتمشيان على الشاطىء
فى ليالى الصيف الرطبة..
حينما يظهر "شوبان" على البيانو الذى تجره حيوانات الرنة ذات الأجراس
كى يلقى عليهما تحية المساء بينما يستلقيان على العشب يعدان النجوم
ها هو الان ينخرط فى الدق على أوتار البيانو ليروى فصلاً جديداً
من قصة حبهما..
تخرج النغمات من قلبه الى يديه مباشرة..
تحرك قدماه على البدال..
ينتقل من سلم الى اخر فى سلاسة تامة..
تتفاعل معه أوتار البيانو..تفهم ما يريد أن يقوله و تتفق معه فى ذلك
يغمض عينيه تترنح رأسه طرباً..يراهما و مازالا طفلين صغيرين
يلهوان فى بستان ملىء بالزنابق البيضاء التى تتمايل معهما على تغريد العصافير الملونة..
كم يتمنى لو تطل معزوفته هذه للأبد..
كم يتمنى لو يصبح الواقع مثل الخيال أو جزءاً منه حتى..
كم تمنى أن يعيشا معاً داخل البيانو!
انتهى الان من العزف وسط تصفيق من الحضور
الذى انقطع فجأةً على صوت عالٍ قادم من الخارج
-أخفض صوت ذلك الشىء و كف عن الطرق على لوحة المفاتيح هكذا..سوف تتلفها
قالها أخوه ثم اغلق باب الغرفة و انصرف
عاد لها مرة أخرى فالآن موعد رقصة الفالس على أنغام الدانوب الأزرق لصديقهما "شتراوس"!
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق