السبت، 13 فبراير 2010

ثرثرة فى بحرى


قبل غروب الشمس بقليل
سرنا متجهين من رأس التين الى ميدان المساجد

-عارف يا مصرى؟
كان نفسى اكون عايش فى الستينات
الناس كلها كانت نفسها حلوة
عارف الحتة دى كانت كلها يونانيين

بص القهوة دى..عفى عليها الزمن
شايف الراجل العجوز اللى قاعد برة دة؟
أراهنك انه مهموم كدة عشان الزمن بقى غير الزمن
ما هما البُقّين دول اللى بنسمعهم من أى حد كبير

تفتكر يا مصرى لما نكبر هنقول زيه كدة؟

"كان ماشياً شاخصاً ببصره للأمام ..حاملاً حقيبته الفارغة التى تلازمه دائماً على كتفيه..
رابطاً الشال الفلسطينى حول رقبته..
لا يلتفت إلى..
و لا يبادلنى الحديث..

" مر بجوارنا الترام الأصفر قاطعاً الحديث ذو الطرف الواحد
التزمت الصمت لبرهة
دخلنا الى ميدان المساجد عندها كان الظلام قد حل"

***********
على البوابة من الداخل
جلس ثلاثة عساكر و صول
كونت ظهورهم مع ظهر الكرسى و مقعده مثلث قائم الزاوية
يباهون بكروشهم المارة..ممسكاً أحدهم بجهاز لاسلكى تنطلق منه أصوات مشوشة
و صوت أحد هم مشاركاً اياهم عدة دعابات

تقدمنا قليلاً باتجاه مسجد أبى العباس المرسى
حيث جلس على مقربة منه بعض الناس
لتناول الترمس و اضافة بعض الزركشات للأرض المطعمة بكافة انواع المسليات

اخترقنا صفوف الأطفال اللاهين و انا مستمر فى حديثى

يا مصرى أهم حاجة عشان البلد دى تتعدل ان الناس تفوق
و تفك دماغها من الكورة بقى
و ماتشات الجزاير و الافلام دى
مش معقولة عملنا التحف دى كلها و يبقى حالنا بالشكل دة
شايف المسجد دة مثلاً
روعة يا مصرى
شوف كنا بنعمل ايه زمان؟
شايف النقوش اللى على القبة .. شايف المئذنة ارتفاعها قد ايه؟
انا كل لما اجى هنا بتبسط من البلد
و مش بفقد الأمل اننا ممكن فى يوم من الايام نرجع
...كنا عباقرة يا مصرى


لم يرد و لم يستدر حتى لكنه جذبنى من يدى
متجهاً الى لوحة أمام المسجد كتب عليها:

" مسجد العارف بالله أبى العباس المرسى
تصميم الايطالى ماريو روسى....
........"

لم أقرأ الباقى ..

-احنا ندخل نلحق المغرب احسن يا مصرى

كففت عن الثرثرة و تشاركنا نحن الاثنان الصمت لبقية اليوم

الخميس، 11 فبراير 2010

طفولة




فى الممر الضيق بين السور الأصفر العالى ، وحمامات المدرسة .. كان يجلس

ينظر من خلف جدار الحمامات البعيد ، بحذر شديد ،الى الوجوه البغيضة التى تبحث عن متعتها اليومية فى صباحات المدرسة المملة .

من بعيد يرى الفتى الذى قطع له زر المريلة العلوى بالأمس يقترب منه فيجفل عائداً خلف الجدار يختبئ.

رائحة البول المختلط بطين الحمامات يصيبه بالغثيان ، فيعيد ما تبقى من الساندويتش الصغير الى جيب المريلة .

ينظر الى الجرح الكبير فى جانب حذائه ..
الخياطة المتينة لم تجعله ((احسن مية مرة )) من الجديد - كما وعدته امه - بل حتى انها لم تشفع له امام الأوغاد الذين تهكموا عليه ، حتى البدين (( الفشلة )) الذى يقبع آخر الفصل ضحك كثيراً حين رآه.

خلع الحذاء ووضعه الى جواره ، رفع سبابة وابهام يده اليمنى التى يجديد التصويب بها ، وصنع منها مسدس صغير يطلق منه رصاصات خفية على رؤوس الأوغاد .

يصوب نحو ((الفشلة )) فيسقط ..
يصوب نحو الفتى الذى قطى ازرار المريلة .. فيسقط
على مدرس الحساب الذى ضربه (( بسيف المسطرة )) عقاباً على الكراس الذى لم يأت .. فيسقط
ويستمر حتى يمتلئ الفناء بجثثهم .

يعيد الحذاء الى قدمه ، ينظر الى الدماء التى تسيل بالقرب منه ... ويبتسم


تمت

السبت، 6 فبراير 2010

أحاسيــــس


طبعاً مش قصدى الفيلم D:
خلونا نتكلم هنا عن احاسيس من نوع اخر
غير الاحاسيس اللى واجعين دماغنا بيها فى الافلام دى

و احساس النهاردة هو انك تكون حاطط ع البشر
و مش هامك حد خالص
و مش همّك حاجة .. بتعمل اللى انت عاوزه و خلاص

يمكن انا مجربتش الاحساس دة كتير بس بشوفه فى ناس كتير جداً
و ببقى معجب بجرأتهم احياناً على الرغم من سخافة بعض التصرفات

---------------------------------
لما تكون قاعد فى حفلة
chamber music
و الاوركسترا بتعزف سيمفونية لهاندل
و انت بقى مستغرق و فى قمة الاندماج و كل الناس حواليك كدة برضه
و فجأةً و بدون سابق انذار
تلاقى حاجة موبيلها بيرن و هى بقى مش تقفله بسرعه او تعمله سيلنت
لأة .. لااااااااازم ترد .. و بصوت عااالى
- أيوة يا حمااادة ..
بتقول ايه؟
لأ فاضل نص ساعة .. ايه؟؟

" القاعة كلها او ع الاقل الناس اللى حواليها هيفرقعوا .. و هى مستمرة "

-حاضر
مع السلامة يا حبيبى
خللى بالك من نفسك ها

:@ :@

و تحط الموبايل تانى فى الشنطة و تكمل استمتاع ..


لو حللنا الموقف دة نلاقى ان انت لو مكانها كنت هتقفل موبايلك بسرعة او تطلع تتكلم برة دة لو حاجة ضرورى اصلاً
بس هنا نجد ان هذه الحاجة من الكائنات اللى مبيهماش حاجة .. و اكيد لو حد قلها حاجة هتقوله ما يتحرقو الناس
نظرية برضه D:


----------------------------------------------------------

لما تبقى ماشى ع الكورنيش فى ليلة من ليالى الصيف و مستكيف من الهوا الخفيف
اللى بيزغزغ وشك .. و بتفكر فى احلامك الوردية
و حياتك الرومانسية .. و تسترجع الذكريات الخالدة
و اذا بك تسمع صوت شتا .. بس متلاقيش شتا
و تكتشف ان هناك واحد من جماعة طريها الناس لبعضيها
بيروى صحراء الكورنيش القاحلة
واجب وطنى يعنى
و بهذا هو بيجمع عدة احاسيس فى وقت واحد

احساس الارتياح الشديد .. و احساس اللامبالاة عملاً بحكمة العظيم جورج وسوف: "كلام الناس لا بيقدم و لا يأخر .. كلام الناس ملامة و غيرة مش اكتر .."

دة غير ان دى طريقة احتاججية بيظهر بيها سخطه على الحكومة اللى مش موفرة دورات مياه عمومية عشان الشعب يعيش
D:

----------------------------------------------------------------

لما تتلم انت و شلتك كلها " و اعنى هنا ان تكون الشلة كاملة العدد "
تأكد انه لا مفر من ان تعيش حياتك و براحتك و على حساب تعاسة باقى البشر
D:
يعنى تدخلوا سينما و تغرقوا المكان لب و فشار و سودانى
و ضحك هستيرى حتى لو المشهد درامى و الناس بتعيط
او تشتروا 40 سندوتش كبدة و تفرشوا على عربية سعيد الحظ
بسلطاتكوا بمخللاتكوا و مفيش بابا غنوجكوا " مش للدرجة دى يعنى "
و يصر البعض على تغميس السندوتش فى الطحينة
و بالتالى العربية كلها بتتغمس فى طحينة
و تخلصوا و تمشوا مرفوعى الرأس و تغمركم السعادة
او تتنيلوا فى اى مطعم و انتو 30 شحط و تحتلوه بقى
و تاخدوا راحتكوا فى الاكل ع الاخر و اللى يحدف ورك لصديق كفاحه و اللى يكب لأخوه شوية رز
روح التعاون بتكون فى اعلى درجاتها
و كل دة بغض النظر عن العائلات الكريمة اللى قاعدة حواليكوا و مكنوش عاملين حسابكوا خالص
و بيتفرجوا عليكوا و هما مش مصدقين .. أو عاملين نفسهم كدة يعنى
:D

----------------------------------------------------------------

لما تكون ماشى فى الشارع عادى كدة
و بتفكر فى موضوع معين او مشكلة معينة كالعادة يعنى
" وانت وراك ايه فى الدنيا دى غير كدة"
و تلاقى نفسك بقى صوتك على و اصبح مسموعاً
و تكلم نفسك بقى و تناقش المسألة اللى محيراك
و كل اللى جاى فى سكتك يبصلك كدة ..
و انت بقى تفاجأه اكتر بانك تشركه معاك فى هذه المناقشة
قائلاً مثلاً : و لا انت ايه رأيك يا عم الحج؟
مش كدة برضه يا حاجة؟؟


عامة فى مواقف كتيرة بتجرب فيها الاحساس دة و تحس انك حر
و مش هامك حاجة .. و تبقى سعيد لمجرد انك مش بتفكر فى الناس
و انك قدرت - و لو للحظة - تكسر القيود اللى مفروضة عليك تحت مسميات عدة